نصائح مهمة في تربية الأطفال | انا حامل

نصائح مهمة في تربية الأطفال

محتوي الموضوع

نصائح مهمة في تربية الأطفال

قال تعالى (ٱلْمَالُ وَٱلْبَنُونَ زِينَةُ ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا ۖ وَٱلْبَٰقِيَٰتُ ٱلصَّٰلِحَٰتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلاً)، لطالما كان الأطفال من أعظم نعم الله على عباده والتي ذُكرت في القرآن الكريم، لأنها من زينة الحياة الدنيا. والأطفال هم أمل وحلم كل زوجين. ولكن لا تكتمل هذه النعمة إلا بجمال أخلاقهم وحُسن تربيتهم. ولكن تربية الأطفال ليس بالأمر الهين والبسيط الذي يمكن الاستهانة به. خصوصاً مع التضخم والانفتاح التكنولوجي الكبير الذي نعيشه.

لذلك عزيزي القارئ سأقدم لك نصائح مهمة تستعين بها في تربية طفلك التربية السليمة، والارتقاء به لمواجهة العالم الخارجي.

ما المقصود بتربية الطفل؟

التربية هي عملية التنشئة والإعداد للطفل منذ أن يُولد حتى يصل لعمر البلوغ. وتكون من خلال الممارسات والطرق التي يستخدمها الوالدان، بهدف إعداد الطفل لحياة مستقلة، تمكنه من العيش في المجتمع والتعامل مع الآخرين، مع احترام كل العادات والقيم والمبادئ الصحيحة، التي تتماشى مع المجتمع، وتعود عليه بالفائدة.

ومن أهم النصائح التي يجب الاعتماد عليها في تربية الأطفال، ما يلي:

أولاً: القدوة

وهي النصيحة الأهم في تربية الأطفال، ويُطلق عليها (التربية الصامتة). فمن المعروف أن الطفل وخصوصاً في السنوات الأولى

يكون مثل المسجل والكاميرا، الذي يقوم بتسجيل وتصوير كل ما يحدث حوله وتقليده. لذلك يجب على الوالدين الانتباه لهذا الأمر، وأن يكونوا قدوة حسنة لأطفالهم. فالأسرة هي اللبنة الأولى في تكوين شخصية الطفل. ومن الجدير بالذكر انه لا يجوز أن نمنع وننهر أطفالنا من تصرفات نحن نقوم بفعلها أمامهم. حتى لا نسبب الارباك للطفل، ونضعف ثقته بنفسه. حيث قد يؤدي ذلك إلى مشاكل في تربيته وسلوكه.

ثانياً: التربية اهتمام ومحبة.

من أهم الأمور التي تُساعد على بناء شخصية الطفل وتزيد من ثقته بنفسه، هو شعوره باهتمام والديه به. لذلك يجب علينا أن نهتم بأطفالنا من جميع النواحي. نهتم بنظافته الشخصية ومظهره، بأكله الصحي، بتعليمه ودراسته. كما علينا الاهتمام بصحته بشكل عام.

ثالثاً: التربية نوع من أنواع الهندسة.

الهندسة ليست فقط هندسة البيوت. حتى المشاعر تحتاج إلى هندسة، فكلما كنت لطيفاً في التعامل مع طفلك تكون قد بنيت ثقته بنفسه، وصقلت شخصيته. وقد أثبتت الدراسات أن البيئة المريحة البعيدة عن المشاكل والعنف تؤثر إيجاباً على الطفل. لذلك علينا ان نوفر السلام النفسي لأطفالنا، وأن نبتعد عن القسوة في التعامل معهم. كما علينا أن ننتبه لقدرات أطفالنا، والفروقات الفردية بينهم. ونعمل على التعزيز الإيجابي الفعّال لها، دون التمييز بينهم.

نصائح مهمة في تربية الأطفال

رابعاً: التربية أدب وأخلاق.

يجب علينا تعليم الطفل العادات الحسنة، والسنن الطيبة منذ نعومة أظافره، حتى تُصبح من عاداته وصفاته الطبيعية. كما علينا أن نوضح له كل عمل صحيح قام به، ونشجعه عليه، وكل عمل خاطئ لعدم تكراره، مع توضيح السبب في عدم تقبّله. يجب علينا تعليمه آداب الحديث، مثل الشكر والاعتذار، واحترام الخصوصية، وعدم مقاطعة الآخرين أثناء حديثهم. كذلك عليه أن يتعلم آداب الطعام، وتحية الضيوف واستقبالهم. ومن الجدير بالذكر ان انغماس الطفل في المجتمع ومخالطته للآخرين، وتقبّلهم تُنمي عنده روح التعاون والمشاركة، وتجعل منه إنسان فعّال في المجتمع بعد ذلك.

خامساً: من نصائح التربية المناقشة والحوار

يجب على الوالدين إعطاء أطفالهم مجال ومساحة للحوار والنقاش بدون خوف، فكل طفل يدور في داخله العديد من الاستفسارات التي يبحث عن جواب لها. لذلك على الوالدين تشجيع أطفالهم على النقاش وإبداء الرأي بحرية من دون خوف أو قيود. فهذه الحرية في التعبير عن آرائهم مُنذ الصغر تحميهم من التعرض للعديد من المشاكل عند الكبر. كما يجب على الوالدين التشجيع والتعزيز لكل رأي صحيح، والتعديل لكل ما هو سلبي. مع تجنب التعنيف لهم، والتسلط والاستهزاء عليهم.

سادساً: التربية تأديب.

كل عملية تربوية تكون مبنية على الثواب والعقاب، حتى تكون عملية ناجحة وتصل إلى النتائج المرغوبة منها. لذلك كما قلنا سابقاً علينا تعزيز الطفل عندما يقوم بعمل إيجابي. بالمثل علينا معاقبته وتحذيره عندما يقوم بعمل سلبي، وخاصةً لو تكرر الأمر أكثر من مرة. المقصود من هذا أن يكون الوالدين في حالة توازن ووسطية في التعامل مع طفلهم. كما يجب عليهم الانتباه على أن الدلال الزائد، أو القسوة الزائدة ينتج عنها نتائج سلبية وتصرفات غير محبذة من الطفل.

سابعاً: السياسة والأسلوب وأهميته في التربية.

هناك أساليب يتبعها العديد من الآباء بغرض السيطرة على أطفالهم. ولكن يرى العلماء انها مخالفة لفسيولوجية الطفل الذي يكره أسلوب الأمر والنهي، ويعتبره تقييداً له ولحريته، مما يؤدي إلى عناد الطفل وفعل كل ما هو مُخالف لأوامر والديه. لذلك علينا اتباع أسلوب العرض والتفاهم. مثلاً لا تقول (لو اتسخت ملابسك سأعاقبك) بل (ما أجملك وأنت ملابسك نظيفة). بذلك ستجد الطفل لديه تقبّل لكلامك ويستمع لأوامرك بكل أريحية. كما أسلوبك وسياستك في التعامل مع طفلك تنمي عنده الجرأة الأدبية في التحدث عن رغباته. دون الخوف من العقاب أو الطمع في الثواب.

ثامناً: التربية اتفاق، واستقرار أسري.

لطالما كانت التربية مهمة مشتركة بين الوالدين. لذلك عليهما التفاهم والتخطيط للأسلوب الذي سيتبعانه في تربية أطفالهم وتوجيههم. كما يجب الانتباه على عدم تعريض الأطفال للخلافات والمشكلات بين الأبوين. حتى لا تترك أثر سلبي في نفسية الطفل. ومن الجدير بالذكر ان على الوالدين الحفاظ على نفس المستوى في المعاملة، أي لا يتبع أحد الوالدين الدلال الزائد، والآخر يتبع أسلوب التعنيف والقسوة. لأن ذلك سيشتت تفكير الطفل ويجعله يميل دائماً للجانب الذي يجد فيه الدلال. مما يسبب فجوة وشرخ في العلاقة بين أفراد الأسرة. لذلك يجب فصل الطفل عن المشاكل الأسرية لأن الأسرة المستقرة الآمنة تنشئ طفلاً سليماً إيجابياً يشعر بالأمان والاتزان والعكس صحيح.

تاسعاً: النظام والانضباط في التربية.

من النصائح المهمة في تربية الأطفال، وضع القوانين والأساسيات في تربية الطفل وعدم التهاون والتنازل عنها. حيث ان هناك الكثير من الصفات الغير مرغوبة عند الأطفال والتي تكون محرجة ومزعجة عند الوالدين، ولكن يتهاونوا فيها بسبب بكاء أطفالهم أو اصرارهم عليها. لكن حتى التربية تحتاج إلى بعض الصرامة، حتى نتمكن من تربية الطفل تربية سليمة. وليتعلم الطفل ان هناك أمور مسموحة، وأمور لا يمكن تنفيذها حتى مع اصرارهم عليها.

عاشراً: التربية ثقة.

تعتبر الثقة هي بذرة الأساس التي يتم زراعتها داخل الطفل. فيجب علينا أن نزرع في طفلنا ثقته بنفسه، ونشجعه على أخذ القرارات السليمة. حتى نُعدّه لتجاوز المحن والصعوبات التي قد يُصادفها في حياته. يجب على الوالدين أن يكونا سنداً ومصدر قوة لطفلهما. حتى يكون إيجابياً وعنصراً فعالاً في المجتمع.

تحدثنا عن بعض النصائح والأساسيات المهمة في تربية الأطفال. وما زال هناك الكثير من الأمور التي يجب علينا الاهتمام والانتباه لها في تربيتنا لأطفالنا. وعلينا أن نعي جميعاً أن أطفال اليوم هم جيل المستقبل، وبناة الغد. وأن ما نزرعه اليوم في أطفالنا نحصده غداً في شبابنا. لذلك ادعو جميع الآباء والأمهات إلى بذل قصارى جهدهم لتربية أطفالهم التربية السليمة الصالحة، التي تمكنهم من العيش كأفراد ناجحون في المجتمع.